موضوع: لبيك يآرب روحآنية حـآج الجمعة أكتوبر 19, 2012 11:44 pm
لَبَّيْـكَ اللهم لَبَّيْـك . لَبَّيْـكَ لا شـريكَ لكَ لَبَّيْـك . إنَّ الحمدَ و النعمةَ لَكَ و المُلك . لا شـريكَ لك
الحمـدُ للهِ الذى امتنَّ علينا بنعمة الإسـلام ، و فَضَّلنا على سائر الأنام ، و منحنا مواسمَ للخيرات ، فيها مِن النفحات العَطِرات ما يُزيدُ الحسنات ، و يرفعُ الدرجات ، و يُكَفِّرُ السيئات و الصلاةُ و السلامُ على البشير النذير ، و السِّراج المُنير ، محمد بن عبدالله ، صَلَّ اللهُ و سَلَّمَ و باركَ عليه و على آله و صحبه أجمعين .
و بعـد ؛؛
بـدأ موسِمُ الحَـج ، و بـدأ الحُجَّاجُ يتوافدونَ إلى بيتِ اللهِ الحـرام ، و إلى مكة المُكرمة ، منهم المُفـرِد ، و منهم القارِن ، و منهم المُتَمَتِّع
الكل جاء بشوقٍ و حُب ، مُلَبِّين مُكَبِّرين ، مُستجيبين لدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام : (( وَأَذِّن فى النَّاسِ بِالحَجِّ يَأتُوكَ رِجًالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) الحج / 27 الكُلُّ جاء و ألسنتهم تلهجُ بذِكر الله الكُلُّ يَحمدُ اللهَ أنْ يَسَّرَ له الوصولَ لمكة المكرمة ، و أعانه على أداء فريضة الحَـج
و نحنُ هنا - بالرغم مِن بُعدنا عنهم و عدم تواجدنا بينهم - إلا أننا ندعوا اللهَ جَلَّ و عَلا أن يقبل حَجَّهم ، و أن يغفر ذنوبنا و ذنوبهم ، و أن يُيَسِّرَ لنا أداء فريضة الحَـج .
و مـع بدايـة موسم الحَـج بنفحاته و بركاته فلنستقبله بالطاعة ، و الاستقامة على الدين ، و التمسك بسُنِّة المُصطفى الأمين صلى الله عليه و سَلَّم
حَاجٌّ ترك بيته و اتجه لبيت الله الحـرام ترك أولاده و زوجه و ماله و عمله و كل أهله و أصحابه و أجاب داعىَ الله ، فذهب ليَحُج و يؤدى فريضةً من فرائض الإسلام
على الرغم من ضعف بددنه و قلة ماله إلا أنه لم يتكاسل و لم يُسَوِّف و لم يتردد
تَحَمَّل مَشاق الطريق و تعب السفر استجابةً لأمـر الله جَلَّ و عَلا
جاء بحبٍ و شوق و رغبةٍ في الطاعة و التقرب إلى الله جل و علا بما يُحب
مَرَّ بالميقات و لبس ملابس الإحـرام ، و وجـد شعورًا غريبًا لم يُحس به من قبل ،، إنه شعـورٌ لا يُوصَف
دخل مكة و كاد قلبه يطيرٌ فَرَحًا ،،
دخل إلى بيت الله الحرام ،، نظر إلى الكعبة و رأى الطائفين و المُصَلِّين و الحُجَّاجَ و المُعتمرين ففاضت عيناه مشهدٌ مُؤثِّر يأسر القلوب ، و يُحَرِّكُ المشاعر
نظر إلى الحُجَّاج و إلى ملابسهم فقال : سبحان الله !
كلهم عند الله سواء . لا فرق بين غنىٍّ و فقري ، و لا صغيرٍ و كبير ، و لا مُديرٍ و غفير لا فرق بينهم إلا بالتقوى و العمل الصالح
الكُلُّ جاء لِيَحُج ملابسهم واحـدة أهدافهم تقريبًا واحـدة يُؤدُّون أعمالاً واحـدة إذا نظرتَ إلى أحدهم لم تعرفه ، لتشابههم في هيئاتهم
حَاجٌّ جاء ليَحُجَّ لأول مرةٍ في حياته ، و يؤدي المناسك في خشوعٍ و خضوعٍ و تَذَلل نسى الدنيا بما فيها و عاش الحج لحظةً بلحظة
إنه منظرٌ يُذَكِّرُ بيوم القيامة ،، فـ سبحان الله !
جلستُ مرةً مع إحـدى قريباتي بعـد عودتها من مكة المكرمة و أدائها للعُمرة و طلبتُ منها أن تُحَدِّثَني عن تلك الرحلة الطيبة فبدأت تقص عَلَىَّ الرحلة ، منذُ أن خرجت من بيتها و حتى رجعت إليه
تتحدث و هى تشعر بسعادةٍ غامرة لتمكنها من أداء العمرة و وصولها إلى بيت الله الحـرام ،، و تتمنى لو يتكرر ذلك . و أنا أستمعُ إليها بتركيزٍ شديد و شوقٍ لزيارة بيت الله الحـرام ،،،، سبحاااان الله !!
حديثها يخرجُ من القلب ، و مشاعرها تبدو على وجهها
فَـرَحٌ بالغ
فما بالنا لو كانت رحلتها هـذه للحَـج
كُلُّنا يتمنى الحَـج ،، و يُحَرِّكُه الشوقُ لزيارة بيت الله الحـرام
أسألُ اللهَ جَلَّ و عَلا أن يكتبَ لنا حَجَّ بيته الحـرام ،، و أنْ يُبارِكَ لنا ، و أن يُعيننا على طاعته ، و أن يتقَبَّلَ مِنَّا صالحَ الأعمالِ و الأقـوال .