فضاءآتي ،،،،،

موضوع: فضاءآتي ،،،،، الخميس يناير 17, 2013 12:44 pm

بِسْمِ اللهِ أبدأُ كَلِمَاتي ..

عَلَّها تكونُ مُبَارَكَةً ، وفِيهَا النَّفْعُ وَ الْفَائِدَةُ ..
وأَعقُبُها بِحَمْدِ اللهِ تعالى ، و أُثْنِي عليهِ سُبحانه .
ثُمَّ أُصَلِّي وأُسَلِّمُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِ اللهِ ، مُحَمَّدٍ بن عبدِ اللهِ ،
صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تًسْلِيمًا كثيرًا .

وبعــدُ ،،

فهُنا فَضَاءاتٌ أسْبَحُ فيها ، بعيدًا عن هُمُومِ الحياةِ وآلامِها .
وأنثُرُ فيها أَحْرُفِي .. علَّها تَجِدُ آذانًا صَاغِيَةً تَعِيَها .
وعلَّها تُخَفِّفُ عَنِّي شيئًا مِن غُرْبَةِ الزَّمَنِ .

أصلِح نِيَّتَكَ ، وَنَقِّ سَرِيرَتَكَ ، وَحَدِّد غايَتَكَ ،
وَإنْ رَأَيْتَ نَفْسَكَ عَلَى طَرِيقِ الْخَيْرِ فلا تُغَيِّر وِجْهَتَكَ ..

،،،،،،،،،
تُضيئين قلبي كضَوْءِ القَمَرِ في لَيْلَةِ البَدْرِ ،
فَفِي وَسَطِهِ تَتَرَبَّعِينَ ..
.. مَكَانُكِ مَمَيَّزٌ لو تَعْلَمِين ..

مهما كان بينَكَ وبين أخيكَ مِن خِلافاتٍ ،
ومواقف مُؤلِمَةٍ ، ومُشكلاتٍ ، فلا تَهْجُره ،
ولا تبتعِد عنه وتتجَنَّب الحَديثَ معه ..
فقط تذكَّر حَسَناتِهِ ، ومَواقِفَهُ الطَّيِّبَةَ مَعكَ ،
واعلم أنَّه ( وَخيرُهما الذي يبدأُ بالسَّلام ) .
مُتَّفَقٌ عليه

لا تَشْكُ هُمُومَكَ للنَّاس ،
ولا تَكتُبها بكُرَّاس ،
ولا تُلقِها بِقَصْرٍ على بابِهِ حُرَّاس ،
فقط تَوَجَّه لِرَبِّكَ ، واشكُ إليهِ هَمَّكَ وحُزنَك ،
حينها ستُفتَحُ لَكَ أبوابُ السَّماء ،
وَيَستَجِيبُ رَبُّكَ الدُّعاءَ ، فهو سُبحانه القائِل :
( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .
غافِر/60

رُبَّ مَدْحٍ وثَنَاءٍ أوْقَعَكَ ، وكان سببًا في فَشَلِكَ ،
ورُبَّ ذَمٍّ كان سببًا في نجاحِكَ ، وعُلُوِّ شأنِكَ .
فلا تفرَح للمَدْح ، ولا تَغضَب للذَّمِ والنَّقْد .

قد تكونُ الصَّدمَةُ أقوى مِن أن يَستوعِبَها الإنسانُ ،
وأكبرَ مِن أن يَصِفَها الِّلسانُ ..
ومع الصَّبْرِ عليها قد يَصِلُ المُسلِمُ للِجنان

إنْ كانت لا تُرضيكَ أفعالي ،
ولا تُعجبك طُمُوحاتي وآمَالي ،
فعامِلني كأخٍ لَكَ في الله ،
يُحِبُّكَ ، ويَسْعَد بصُحبتِكَ وقُربِك ،
ولا تلتفِت لِمَا سِوَى ذلك ..

يستهويني جمالُها ، ويَجذِبُني صفاؤها .
فأنظرُ إليها كثيرًا .
تأخُذُني بعيدًا بعيدًا .
فيطمئنُّ قلبي ، وتهدأُ نفسي .
وأنسى كُلَّ شئٍ قد يُعَكِّرُ صفوَ حياتي .
يا لنقائِها !
ويا لروعتِها !
أُحِبُّها

وتَظَلُّ عينايَ مُتَّجِهتان إلى السماءِ .
تتأمَّلُ فيها عظيمَ صُنعِ اللهِ سُبحانه .
وترسُمُ في مَخيلتي آمالاً وأحلامًا .
تأخذُني إلى عالَمٍ جميل ،
بعيدٍ عن الهمومِ والأحزانِ ،
وخالٍ مِنَ الأحقادِ والآلام .
فأتمنى أنْ لو طالَ نظري إليها ،
وأنْ لو صفا قلبي كصفائِها .
وأراني أسيرُ مع السَّحابِ ،
وكأنَّه يَحمِلُني .
وأقـولُ :
سُبحانَ الله !

كُن أنتَ ، ولا تتقمَّص شخصياتِ غيرِك .
فأنتَ بذاتِكَ ، لا بذاتِ غيرِك .
وأنتَ بمهاراتِكَ ، وإمكاناتِكَ ، وقُدُراتِكَ ، وتصرُّفاتِكَ .
فقط ( استعِن بالله ) ..

امضِ في طريقِكَ ، ولا تلتفِت للمُثبِّطين .
وإنْ تَعَثَّرتَ ووقعتَ ، فأسرِع بالوقوفِ على قَدَمَيْكَ ،
ولا يَغُرُّكَ لَوْمُ اللائِمِينَ .

كُن أنتَ ، ولا تتقمَّص شخصياتِ غيرِك .
فأنتَ بذاتِكَ ، لا بذاتِ غيرِك .
وأنتَ بمهاراتِكَ ، وإمكاناتِكَ ، وقُدُراتِكَ ، وتصرُّفاتِكَ .
فقط ( استعِن بالله ) ..

مِنَ الصَّعبِ أن يراكَ النَّاسُ في مكانٍ لا تَرَى نَفْسَكَ فيه ،
وأن يَرفعُوكَ فوقَ قَدْرِكَ ،
وأن يَمنحُوكَ ما لا تَسْتَحِقُّ .

لا تَغُرُّكَ كُلُّ كلمةٍ مكتوبةٍ ،
فقد تُخفِي وراءَها أسرارًا وحِكاياتٍ .
فَرُبَّ كلمةٍ تدعوا لابتسامةٍ وفَرَحٍ ، تُخفي وراءَها آلامًا وهُمُومًا وأحزانًا ،
ورُبَّ كلمةٍ تُحِسُّ مِن خِلالِها حُزنًا وألمًا ، وتُخفي وراءَها تفاؤلاً وأملاً .

-
فَلَيْسَتْ هَذِهِ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ ____ تَسْوؤُكَ حِقْبَةً وَتَسُرُّ وَقْتَا
وَغَايَتُهَا إِذَا فَكَّرْتَ فِيهَا _____ كَفَيْئِكَ أَوْ كَحُلْمِكَ إِذْ حَلَمْتَا
سُجِنْتَ بِهَا وَأَنْتَ لَهَا مُحِبٌّ __ فَكَيْفَ تُحِبُّ مَا فِيهِ سُجِنْتَا ؟
وَتُطْعِمُكَ الطَّعَامَ وَعَنْ قَرِيبٍ __ سَتَطْعَمُ مِنْكَ مَا فِيهَا طَعِمْتَا
وَتَعْرَى إِنْ لَبِسْتَ بِهَا ثِيَاباً ___ وَتُكْسَى إِنْ مَلاَبِسَهَا خَلعْتَا
وَتَشْهَدُ كُـــــلَّ يَــــوْمٍ دَفْنَ خِلٍّ ____ كَأَنَّكَ لاَ تُــــرَادُ لِمَا شَهِدْتَا
وَلَمْ تُخْلَقْ لِتَعْمُـــــــرَهَا وَلٰكِنْ ____ لِتَعْــبُــرَهَا فَجِـــــــدَّ لِمَا خُلِقْتَا
وَإِنْ هُدِمَتْ فَزِدْهَا أَنْتَ هَدْماً _ وَحَصِّنْ أَمْرَ دِينِكَ مَا اسْتَطَعْتَا
وَلاَ تَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَ مِنْهَا _ إِذَا مَا أَنْتَ فِي أُخْـــــــرَاكَ فُزْتَا
فَلَيْسَ بِنَافِـــعٍ مَا نِلْتَ مِنْهَا _ مِنَ الْفَانِــــي إِذَا الْبَاقِـــي حُرِمْتَا
-

اجعل عَطَاءَكَ كَمَاءٍ يَروِي الظمآن ،
وكَغَيْثٍ يَنهَمِرُ على الوديَان ،
وكَمُروجٍ خَضراءَ تُذَكِّرُ النَّاظِرَ إليها بِنَعِيمِ الجِنَان