موضوع: اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في أسواق حلب الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 4:30 am
اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في أسواق حلب
حلب - الوكالات: دارت اشتباكات عنيفة أمس الاثنين بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في الأسواق القديمة لمدينة حلب شمال سوريا.
وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية ان اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل احد اقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، مشيرا الى تراجع حدتها في فترة ما بعد الظهر.
واوضح ان الأسواق المدرجة على لائحة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي منذ ١٩٨٦، مازالت مهجورة منذ اندلاع النيران في أجزاء منها ليل الجمعة السبت.
من جهته قال محافظ حلب وحيد عقاد ان «الحرائق المفتعلة في سوق المدينة بحلب هي بسبب محاولة من قبل العناصر الارهابية المسلحة اعاقة تقدم الجيش العربي السوري والتغطية على عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها المحلات في هذه الأسواق».
واضاف ان «عناصر الإطفاء حاولوا فور اندلاع الحرائق الوصول إلى الأسواق المحترقة لإطفاء النيران، حيث قاموا بمتابعة عملهم في المناطق التي استطاعوا الوصول إليها»، موضحا ان احد هؤلاء «استشهد نتيجة استهدافه بطلقة قناصة المجموعات الإرهابية المسلحة».
وبحسب التجار، لا وجود لقوات النظامية في داخل الأسواق لكنها تقوم باطلاق النار من حواجزها العسكرية خارجها كحيّي العقبة والعواميد التاريخيين، وحتى بالقرب من الجامع الأموي.
ومن غير الممكن حتى الوقت الراهن تقييم حجم الاضرار التي لحقت بالأسواق بسبب الاشتباكات المستمرة منذ ايام. وأكد عقاد غياب الاحصاءات الدقيقة لحجم الخسائر والدمار «نتيجة عدم تمكن موظفي مديرية المدينة القديمة من الدخول للأسواق بسبب استهدافهم من قبل قناصة المجموعات الإرهابية، لكن لا شك ان السوق التي تعتبر عصب الحياة الاقتصادية أثرت بدرجة كبيرة على اقتصاد القطر (سوريا)». وتعد الأسواق القديمة في حلب واحدة من المراكز الأساسية للتجارة في الشرق الأوسط، ويزيد عدد محالها على ١٥٥٠ حانوتا تؤلف ٣٩ سوقا تعد من أطول الأسواق المسقوفة في العالم، سميت غالبيتها نسبة الى المنتج الذي تبيعه كالحبال والعباءات والعطارة، في حين اكتسبت بعضها اسم مسقط زوارها فعرفت باسم سوق اسطنبول او عمان او الشام وغيرها. من جهة أخرى شهدت مناطق مختلفة في حلب اشتباكات أمس الاثنين، ولا سيما في حيي الصاخور (شرق) وصلاح الدين (جنوب شرق)، بحسب المرصد. كما اشار المرصد الى «تعرض مبنى محافظة حلب للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة، الأمر الذي خلق حالة ذعر للموظفين وأخرجوا من المبنى وقطع الرابط بين ساحة سعدالله الجابري (وسط) والقصر البلدي». وتشهد حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا وكبرى مدن الشمال أعمال عنف منذ ٢٠ يوليو الماضي، بعدما بقيت فترة طويلة بعيدة عن النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من ١٨ شهرا، وحصد اكثر من ٣٠ الف قتيل، بحسب المرصد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان «قتل ما لا يقل عن ١٨ من القوات النظامية وأصيب أكثر من ثلاثين بجروح وذلك اثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص تدمر».
من جانب آخر اتهم وزير الخارجية السورية وليد المعلم أمس الاثنين في كلمة له امام الجمعية العامة للامم المتحدة الولايات المتحدة وفرنسا «بدعم الإرهاب وتشجيعه في سوريا». وتطرق المعلم في كلمته الى «تصريحات قطر والعربية السعودية وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا التي تشجع وتدعم بشكل واضح الإرهاب في سوريا عبر تقديم المال والسلاح والمقاتلين الأجانب». وفي كلامه عن مهمة الموفد الدولي والعربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي اعتبر المعلم ان «نجاح اي جهد دولي يتطلب الى جانب الالتزام التام للحكومة السورية إلزام الدول الداعمة للمجموعات المسلحة - وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر وليبيا وغيرها - بوقف تسليح وتمويل وتدريب وإيواء المجموعات الإرهابية، وبدلا من ذلك تشجيع الحوار ونبذ العنف». واتهم المعلم «أطرافا اقليمية ودولية بالدفع الى تأجيج الازمة عبر إفشال كل محاولات الحوار والاصرار على ايجاد حالة من اللااستقرار». وقال وزير الخارجية السوري «ان الأولى بالدول التي تتدخل في شؤون سوريا وتتغنى بديمقراطيتها ان تدعمنا في خطتنا الديمقراطية».