موضوع: إبـرةُ الذِّكــرى...وَ خَيطُ الإحْسَــانْ !..|| الأحد أبريل 28, 2013 9:39 am
ذات مساءْ... تملّكتني رغبةٌ عارمةٌ في أن أراني كما أنــا.. فـ رقيتُ أنــــامِـلَ شوقــي.. لتمسكَ تلابيب ثوبِ حنيني ,علّهـا تُفلِحُ في خَلعِهـ..! فاستمسكتْ منّي عروةٌ وثقى.. أبتْ أن تنفصِلَ عن جسم وجدي الملتصقةُ بشتى تفاصيلها بِه..! عبثاً كررتُ و حاولتُ بعناءْ.. و بشدّةٍ زفرتْ..
هنيهةٌ مرّت.. حين لاحت أمام أفكاري ومضة.. دفعتني لـ أمسِكُ مقصّ النسيانِ بكلتا يديّ.. ثم هويتُ به و جعلتُه يقضمُ جزءً من ثوبيَ الجامح..
و بلمحةِ بصر.. ســــالت من لدنّــي بعض الدمــاء.. ثمّ تدلى على مضضٍ طرفُ الرداءْ..!
ذُهلت..بل زفرتُ ثانيةً.. و أنا أتحسسُ موضع الكَلِمِ بي.. فشهقت..و باستنكارٍ قلت.. ويحي..! أيُعْقَــلُ أن أجرَحَ بـِ نسيــاني وجدي؟! أيعقَلُ أن حنيني..هو شَغافه؟ و أنّ حبي الوردي الذي يتأججُ كلّ لحظة.. هو يُنبوع حياته؟! أيعقَلُ أنهما حليفان استوطنا قلبي.. فكوّنا عجينته ..و أبيا إلا البقاء؟! فلا أناملُ شوقي تقوى على نزع حنيني.. ولا حنيني يخون أنامل شوقي المعطاء؟!
و فجأة.. صَرَختْ..متأوّهةً الدّماء.. لتوقظني من شرودي.. دماءُ حزنٍ و أسىً و تصدٍّ..! سالت مكفهرّة السحنة.. ترمقني بجفــــــــاءْ.. تألّمتُ.. بل..زفرتُ ثالثةً.. و طفقت أبحثُ عن إبرةِ الذّكرى .. و خيطِ الإحســانْ لعلّي أفلِحُ في إصلاحِ الرّداءْ ريثما أجدُ لجرحي من فنون الاعتذار صنفَ دواءْ..
فضجّ جرحي .. و ثارت من بينِ جنبيهِ سيول الإباء.. ثم قالَ متهدّج الصوت:إني أحتضرْ..فلتقلعي عن ذلك.. وليُسبل عليّ الزمن سترَ العفــاءْ..